U3F1ZWV6ZTQ2MTMzMDkyMjMyOTgxX0ZyZWUyOTEwNDc0Mzc0ODg0Mg==

زيارة إلى كفافيس

                                         الفصل الثالث والعشرون : زيارة إلى كفافيس





كان يوسف يقف وقفته في موعد الفجر ينتظر مقدم القط الروسي، ويرقب شروق الشمس على باريس حين عَطَسَ الصُّبْحُ في الدجى، طال بالرجلين الجلوس تحدث يوسف عن نجليه، ومضى بهما الوقت حتى الظهيرة، هناك صرخ يوسف صرخة ارتعد لها جسد صاحبه حمود:

- لقد رأيته، لقد أريته،..القط، إنها معجزة !

وعاجله صاحبه حمود يقول في رثاء، فكأن تكرار الظن بوقوع الأمر أورثه الاستخزاء منه، فانكمش أسفل عينيه، وأعلى وجنتيه دون أن يرفع رأسه إلى صاحبه :

- يوسف، إنك امرؤ عليل، أخذ منك الوهم النفساني كل مأخذ.. لا عيب في ذلك ولا نقيصة، والأحرص أن تقصد إلى مصحة، هناك يعتنون بحالتكَ..

ولكن حموداً لم يسمع لاقتراحه جواباً، ورفع ناظريه فألفى مشهداً عجب له كل عجب، كان القط الروسي رابضاً فوق كتف يوسف، يمسح الرجل على فروه الرمادي فيلعق القط بدوره خده فيما يشبه الامتنان، وقال يوسف :

- هل ترى ما أرى؟ (فلما أومأ إليه حمود برأسه أخذ يقول..) ألم أقل لك بأن يوم ظهوره - ولو طال وبعد - آت لا محالة؟! فلتأت له بطبق من الدجاج والجزر!

وتأخرت عودة حمود الذي وقف يستمع إلى إذاعة فرنسية شغلته عما نهض لأجله، وعاد - دون طعام القط - يقول :

- يقولون بأن حرباً جديدة قد اشتعلت في الشرق الأوسط..

وعد يوسف الأمر دليلاً على أمر ما فجعل يقول :

- ألم أقل لك بأن وراءه (أي القط) رمزية ما؟ لاح أول ما لاح يوم هزمنا، فرمقني بنظرة أرهبت فؤادي، واليوم يجيئنا في رضا وسمر، هزمنا في الأولى، وسننتصر في الثانية..

وكان حمود قد عاد يجلس إلى جواره يقول :

- إنها محض توافقات قدرية، واقترانات بلا أساس متماسك، ما من عاقل قد يراهن على ما تقول، علاوة على أن الأنباء التي تتواتر من الإذاعة تدلني على شعور هو خلاف ما تصف !

وقال يوسف :

- إنهم يكذبون، مثلما كنا نكذب على أنفسنا يوماً، لدي ثقة لا أدري سببها، وقد زاد حضور القط من استبشاري (ثم حين يدرك أن صاحبه عاد دون صحن الجزر والدجاج) لشد ما أنت كسول ! سأنهض كي أجيء له بطعامه، بنفسي !

وإن هي إلا دقيقة عاد بعدها يوسف بطعام القط، فلما رجع لم يجد له أثراً، أخبره حمود بتمرد القط عليه ثم هربه منه حين حاول استبقاءه، ولكن حالة يوسف المنتشية رافقته، وآنست قلقه طوال أيام الحرب.

 

 حين انتهت الحرب كان يوسف أكثر شيء فرحاً وسروراً، التئمت جراحه، أو هكذا بدت.. فكان شوقه إلى الإسكندرية عظيماً، المدينة التي عرفت نصراً بعد سلسلة من الخيبات، وقال لزوجه عفاف :"هذه المرة سأزور بيت كفافيس.. صحبة زهير وحسين.. أشاركه لذة الفرح ونعمة السرور.."، وتحققت أمنية الرجل حين قصد إلى مدينته الأم، فنزل بقرب من حي كوم الدكة، كان سائراً في "طريق الحرية" بالإسكندرية يشرح لنجليه فيقول : "كان اسمه "كانوب" البطلمي بالأمس، ينصت زهير له، فيما يبدو حسين كالفاتر السادر عنه، غير المبالي - كان يوسف سائراً في هذا الطريق فرأى رافداً متواضعاً يخرج من هذا النهج الكبير، يسمى بشارع ليبسيوس، يتوسطه بيت قديم ذو طبقات ثلاثة، ويعلوه رقم - 4- وعلى بابه لوحة من الرخام كُتب عليها بالعربية، واليونانية في آن : "في هذا المنزل قضى السنوات الخمس والعشرين الأخيرة من حياته : الشاعر الاسكندري - ق "ب" كفافيس 1863م - 1933م، وجعل يوسف يقول لنجليه، كأنما يتحدث عن صديق له، يعرفه :

- كان كفافيس ضجراً بالاحتلال البريطاني للبلاد رغم أصله اليوناني، قرأت عن هذا يوماً دون أن أتحقق منه، ولكنني أميل إلى تصديقه، فإذا كنت معارضاً للاحتلال، وإذا كان كفافيس شبيهاً لي، فلابد أنه كان يعارضه أيضاً،.. وعليكما بالمثل أن تنهلا من عين المعين القيمي والأخلاقي رغم ثقافتكما الفرنسية، ومعيشتكما في بلد آخر، ولو أَزْمَنَ المهاجِرُ بالبِلادِ فحري به ألا ينسى أصله، كان كفافيس يشبه نفسه بالطائر الحبيس في قفص إبان الوجود الإنجليزي بالإسكندرية..

وجعل زهير يهمس في أذن أخيه :

- جاء بنا أبونا إلى بيت الرجل الذي دأب على سرقة أشعاره، فأوقع بقصائده النساء، في شبابه.

وكان حسين يرد على أخيه، بقول آخر، هازل :

- لقد أسدى إليه معروفاً لا يُجحد.

وكدأب يوسف حين يتعلق الأمر بكفافيس فقد انبرى يقص سيرة الرجل - حفيد تاجر الألماس - في حماسة لا تعرف التوقف، حتى أصاب الابنين السأم والكلال من طول استطراده، وهناك شرع يقول:

- لن ندخل حجرة كفافيس، ولن ندلف إلى بيته.. كلا.. إذ لا يجدر أن يدخل حجرة كفافيس في غيبته أحد.. لقد حضّرت كلمة أجدها مناسبة، (وأخرج ورقة من جيبه فقال بينما يبذل الدمع كأنما يريد نفسه بعبارات القصيدة..)

سوف تمشي في الشوارع نفسها..

تشيخ في الأحياء نفسها..

ستُصْبَغ رماديًا في هذه المنازل نفسها..

سينتهي بك المآل دائما إلى هذه المدينة..

 

كان حاجبيه منعقدين حين انتهى فيما طفق زهير يزم شفتيه في شيء من التأثر وأما حسين فيركل حصوة، طاف يوسف بابنيه في معالم المدينة، كانت الشمس قوية رغم حلول أكتوبر على نحو لم يعتاده حسين وزهير في باريس، فالشمس تنهب المدينة تمحوها، وانتهى سيرهم إلى مقهى الفنانين فعرج يوسف إلى مبناه الفارغ، وهناك تنفس في ارتياح، وجعل يصف لابنيه صورة المبنى القديمة قبل سرقته، يذهب إلى ذاك الطرف فيقول : "هنا كانت طاولات الأبنوس والخيزران.."، ثم يمضي إلى الجهة المقابلة فيهتف :"هناك كانت التهاويل الرائقة، وحتى الحوائط كانت صلدة لم ينفذ إليها التصدع ولم تعرف الوهاء.."، وطلب زهير من أبيه أن يقف على المنصة الخشبية - وكانت الوحيدة التي لم تسرق من بين محتويات المكان ومقتنياته - كيما يماثل أداءه يوم كان شاباً يضحك الناس في الإسكندرية، يماثله من جهة الصورة والمظهر، وأردف حسين يقول :

- رأيناك مرة في مطعم حمود، ولكن لا جرم أن وقفتك على المنصة الخشبية، هنا، سيكون لها وقع آخر.

وجمع عزمه على الإتيان بمزحة دون جدوى فكأن عقله قد أُفرغ، وقد أورثه العمر تثاقلاً في الفكر، وبعداً من النزق.. ثم ابتسم كالذي اهتدى إلى طرف خيط، وصمت ينقح ما دار في ذهنه، واشتد به هاتف استجاب له فجعل يتمثل صورة في خاطره كالمممثل يتلقى إلهاماً وهو يصعد إلى المنصة :

- كان عبد الناصر يخطب إحدى خطبه، في موقع ممتاز كمثل موقعي هذا، حين عطس من الحضور واحد، وسأل الرئيس : من عطس؟ لم يرد أحد، فأمر بإطلاق النار على الصف الأول، وسأل مرة أخرى فلما لم يجد جواباً أمر بإطلاق النار على الصف الثاني، وأما حين تكرر سؤاله في المرة الثالثة فقد رفع رجل يده يقول : أنا من عطس، وهناك أجابه الرئيس : يرحمكم الله..

ابتسم زهير تجاوباً مع مزحة أبيه تجاوباً لم يخلُ من مجاملة، وأما حسين الذي بدا مشغول البال والخاطر فلم تند شفتاه عن أقل انفراجة، كان يعد الدقائق حالما يعود إلى باريس فيعود يبحث هناك عن إيفون، وقف يوسف يتأمل المحيط الفارغ، المنصة الخشبية، زهير، وحسين، إنهم بحق أغلى ما في دنياه، وأما مدينته فسيستقر فيها يوماً فيقترن ما تبقى من عمره بها قران دوام.

 

في أبي تيج..

نهض بكر من سريره الخشبي الصغير فتثائب ومسح عينيه، ثم مضى إلى المرآة في خطوات مضطربة، فلما اكتمل وعيه تنبه إلى خلو إصبعه من خاتمه الفضي، وهناك أصابه القلق، فقصد إلى أمه يسألها عنه :

- أين ذهب خاتمي؟

وقالت :

- نزعته من يدك حين كنت تغط في النوم، قدمته إلى قوم من أهل الريف جاءوني طالبين التبرع لجنود أصيبوا في الحرب الأخيرة، أهداه إليك الرجل الغريب ولم اطمئن إلى هديته قط، رأيت أن السلامة تقتضي الخلاص منها.

وأصاب بكر الذهول من لامبالاة أمه فطفق يقول وهو المصاب بالخذلان :

- ما بالك تعصفين بأحلامي في غير اكتراث؟ (ثم وهو يخفض رأسه في خيبة..) كان الخاتم رسولي إلى الإسكندرية، علامة يسترشد بها الرجل الغريب إليَّ..

وقالت - كأنما تستمع لأمر جديد - في إشفاق :

- سيتذكرك الرجل ولو كنت بلا خاتم.

- سيتغير شكلي وشكله.. ماذا لو أدركه النسيان؟

- لقد حذرتَك من الإسكندرية على أية حال، السلامة فيما اختاره الله، وإذا نفذ القضاء فهو الخير.

وأًصابه الجزع من تصرف أمه حتى ود لو انتهى تدخلها في شؤونه، وإن بقى عطفها وحرصها عليه، وجاءها في المطبخ - تجهز سمك القراميط - يقول :

- هل تعرفين إلى أين انتهى سعي الرجال الذين أخذوا منك الخاتم؟

ونظرت إليه نظرة عتاب :

- ما أُخذ لا يُسترد، والعطية منحة بلا طلب، والمصابون في الحرب أولى بالخاتم منك، فلتصرف خاطرك عما ذهب وانتهى.. لقد أعددت لك القراميط التي تحبها، انظر كيف تتحرك كأنها لا تزال ابنة الماء ! اصطادها لك عمك إبراهيم من الترعة..

وتذكر بكر حقيقة الرجل الذي أنقذه من الغرق في الترعة، ولكن فقدانه للخاتم قضى على أي شهية له نحو طعامه المفضل، وغادر بيته وقد انتوى ألا يعود إلا حين يحط الليل، فلما أظهرها على نيته هرعت إليه لدى الباب تقول :

- هاك صحن القراميط، لعلك تحتاجه في خلوتك، والحذر الحذر أن تعود كيوم غرقت في نهر الترعة..

وشكر لها معروفها ومضى بين البيوت القصيرة المبنية بالطوب اللبن يساوره شعور أشبه بالخزي فيستهين بما يرى، وهذه الغدران الآسنة، والسواقي العكرة، والحقول التقليدية، يمر بها أسفاً وسأماً،.. ستحمل المدينة في جعبتها ما يذهله ويثيره ولكنها ستظل محجوبة عنه أبداً ما دام لتسنيم في دنياه قلب ينبض، وأنفاس تتواتر، سيمكث حبيساً في ريف أشبه إلى الحياة البدائية، فإلام يمكث ههنا، عزوفاً عن المدينة وبهرجها؟.. في طريقه إلى الترعة وجد قوماً يدقون الأبواب ويطلبون التبرع، فهرع إليهم يستوقفهم فيقول :

-  مهلاً، مهلاً.. تبرعت أمي لكم بخاتم من الفضة هو لي !

ونظر إليه واحدهم يقول :

- أجل، وماذا تريد؟

- أروم أن استرده..

- أهدتنا المرأة الخاتم، وأما أنت فلا نعرفك..

- فلتنظروا إلى هذه (يشير إلى القراميط) سأبادلكم الخاتم بها.

- إن هذا لا يكفي..

وقال آخر :

- دعه يأخذ ما يريد، لسنا نأخذ الجباية، إننا صناع خير، وقليل نحوزه عن طيب نفس خير من كثير يعطى لنا قصراً وجبراً..

وأفلح سعي بكر فمكث على ضفاف الترعة وقد انعكس بريق خاتمه الفضي المسترد فوق سطحها المتلألأ بانعكاسات الشمس كأنه الملك المظفر، وقد عاد إليه تاجه المفقود. 








 

 اقرأ أيضاً : 

الفصل الأول : على جندول البندقية 
الفصل الثاني : حب تحفه القناديل العائمة
الفصل الثالث :  عباءة أثينا سقطت على أكتاف الإسكندرية
الفصل الرابع: نافورة بختشي سراي !
الفصل الخامس: ورأيت رقصك كالجنون
الفصل السادس: حزمة من الذكريات
الفصل السابع: لعنة المدينة
الفصل الثامن: زناد الحب
الفصل التاسع: شيفرة الجمال
الفصل العاشر: مبادرة روجرز
الفصل الحادي عشر : رحلة في فلورنسا
الفصل الثاني عشر : أيام فاترة في البحر الأحمر
الفصل الثالث عشر : ذكرى الثأر
الفصل الرابع عشر : النهضة المصرية
الفصل الخامس عشر : قلب كارمن
الفصل السادس عشر : حديث الغريب
الفصل السابع عشر : لذة الحياة المنعمة
الفصل الثامن عشر : روح التمرد
الفصل التاسع عشر : زواج سري
الفصل العشرون : وصية الفراق
الفصل الواحد والعشرون : على مقهى الشابندر
الفصل الثاني والعشرون : صاعقة الحب
الفصل الرابع والعشرون : مشتت بين البلدان
الفصل الخامس والعشرون : الوفاء لمن رحل
الفصل السادس والعشرون : قلبي يحدثني بأمر
الفصل السابع والعشرون : يوم أغلقت الفتاة منافذ القبول
الفصل الثامن والعشرون : يوم صدق الوعد
الفصل التاسع والعشرون : لحن حزين
الفصل الثلاثون: شبح الموت
 الفصل الواحد والثلاثون: الأحلام الكاذبة
الفصل الثاني والثلاثون: ترجمان الأشواق : لقد صار قلبي قابلاً كل صورة
الفصل الثالث والثلاثون: موعد في أقدم مطاعم باريس  La Petite Chaiset
الفصل الرابع والثلاثون: محاولة لسبر أغوار الإيمان في مسجد العمري!
الفصل الخامس والثلاثون: الحياة التي تستمر 
الفصل السادس والثلاثون: السفر إلى الحياة الجديدة
الفصل السابع والثلاثون: نشوة على سور الكورنيش
الفصل الثامن والثلاثون: الحب ولوعة الندم
الفصل التاسع والثلاثون: غضب في المكس
الفصل الأربعون: لابد للحياة من مخاطرين
الفصل الواحد والأربعون:  كوخ رائع في قلب البحر
الفصل الثاني والأربعون: علموني عينيكي
الفصل الثالث والأربعون: الثالاسوفوبيا

الفصل الرابع والأربعون: مشاق الاغتراب في الكويت
الفصل الخامس والأربعون: سعداء لكونهم من هم


 اقرأ أيضاً : 

الفصل الأول : الحقيقة المستورة
الفصل الثاني: الانتقام ممن لا ذنب له
الفصل الثالث : ليس في حياتي ما أخفيه
الفصل الرابع: قفص من ذهب ! 
الفصل الخامس : ما لا نبوح به
الفصل السادس : فراق بيني وبينكم
 الفصل السابع: مشكلة بسبب كتاب قصة الحضارة
الفصل الثامن: كدت أفقد الأمل في لقياك
الفصل التاسع: نوستالجيا الماضي وليالي الأنس في فيينا
الفصل العاشر: حوار على مقهى إيليت
الفصل الحادي عشر: ما بعد عهد الصبى
الفصل الثاني عشر: ها قد ذقتُ من كأسك
الفصل الثالث عشر: لقاء على أجراس كنيسة العذراء
الفصل الرابع عشر: في مقابر الجالية اليونانية
الفصل السادس عشر: التهرب من السؤال الصعب
الفصل الثامن عشر: ملاحظات على أنغام كسارة البندق
الفصل التاسع عشر : صنعت بي خيرا
الفصل العشرون : أخلاق المجتمع
الفصل الواحد والعشرون : قل للذي قد لامني.. دعني وشأني يا عذول
الفصل الثاني والعشرون : الحياة في حي وادي القمر
الفصل الثالث والعشرون : وددت أن أراك حقا
الفصل الرابع والعشرون : لم تعد الشخص نفسه حين ملكت ابنتي..

 اقرأ أيضاً : 

 الفصل الأول : لقد أعماها الحب
الفصل الثاني : المعنى الغائب
الفصل الثالث : لا أجد ولا أرى غيره
الفصل الرابع : اجتماع عائلي في مسرح سيد درويش

الفصل الخامس : ولتغفر لهم
الفصل السادس : لقد جئت إليَّ رسولاً منجداً
الفصل السابع : نقاش حول غوته
الفصل الثامن : عواقب عملية رمضان
الفصل التاسع : حول الهيمنة الأمريكية
الفصل العاشر : صرع في كنف الغروب
الفصل الحادي عشر : أوهام في معبد الرأس السوداء
الفصل الثاني عشر : يوم انفجر الأمل
الفصل الثالث عشر : سأعود كي أسترد حقي ممن تبلَّى عليَّ

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق