روايات وقصص، استمتع بأفضل روايات الرومانسية وروايات الرعب وروايات التاريخ في موقع واحد.

روايات وقصص، استمتع بأفضل روايات الرومانسية والرعب والتاريخ والخيال العلمي والبوليسية في موقع واحد،

عشرات القصص المثيرة والحكايات في انتظارك.

2024/11/30

لقد طردتها !

         الفصل الثاني: لقد طردتها !


بعد شهر، في بيت يوسف..

وجد يوسف في لعبة الشطرنج متنفساً له بعد هجران الفلك والبليارد (ما عاد يطيق جهد الانحناء، ولا صارت أعصابه تطيق توجيه العصا ذات ال58 بوصة لضرب الكرة الجديلة)، كان الرجل يلاعب نفسه بنفسه وقد أغرم باللعبة العقلية لما كانت تستحوز على كل تركيزه على نحو لا يذر له مساحة من القلق، لقد كان يصفها بالمخدرات العقلية الجيدة وقد ابتاع - لأجلها - رقعة وقطعاً هي من العاج المسمط، كانت سميحة تحب أن تجلس إزاءه - على جهلها بأبسط القواعد - فتبتسم لحماسته حتى تظهر أسنانها النضيدة اللامعة، أو هي تمرر أصابعها في شعرها الخشن الذي هو أشبه إلى كرة الشوك، ثم إن لها عينين زيتونتين وحساً شغوفاً بما تجهل، حتى إذا اعتورها السأم أخفت شيئاً من قشر البرتقال الذي تأكله تحت الملك أو الطابية، فإذا نقل يوسف القطعة اكتشف الرجل ما تخبئه تحتها وراحت سميحة تغرب في الضحك والقهقهة كأنما لتسر بإفسادها استغراقه فيما لا تفهمه، يقول لها الرجل دون أدنى زجر :

-  سأظهرك على افتتاحية الدفاع الصقلي بعد أن أطلعك على القواعد الرئيسة..

ثم يحدث أن يثني (يوسف) على نفسه - بانتصاره على نفسه ! - فيهتف صائحاً :

- أكبر المواهب في تاريخ هاته اللعبة بعد الأمريكي بوبي فيشر هو عجوز جاوز الستين في هذه الحجرة لم ولن يسمع عنه العالم (يريد نفسه).

حتى إذا استخفته جلسته ذكر شيئاً عما يتهدد عرش الروسي غاري كاسباروف من أدائه الصاعد، وعن نمط مختلف من الشطرنج سيضطر البشر إلى استخدامه حتماً حين تتقدم التكنولوجيا محيلة اللعبة التحليلية الإبداعية إلى لعبة تذكر بحتة،.. علَّم الرجل سميحة القواعد إذاً وبدأت الفتاة تلاعبه - تصطفي لنفسها الأبيض لتكون المبادرة لها فيما يتخير يوسف الأسود - فينتصر، وقد أزاد هذا من قناعته الزائفة بإدعائاته المبالغة وحمله على هنجعية فارغة كان يخفي بها وهناً، وقد ألفى في هذا التظاهر ما يقضي به على بعض شعوره بالضعف حتى استحل الأمر، وإن له نفساً فوارة الشعور جزيلة العاطفة على نحو جعله عرضة للإصابة بالاكتئاب القصير لتقلب أطواره الشعورية، مضت الأمور على هذا النحو إذاً في البيت المكلوم كبسمة عارضة على جناح المحنة الملازمة، حتى لاحت عفاف فملأت شيئاً من الباب بتكوينها الجسدي الذي تضرر (تكوينها) بالاعتلال، وكانت المرأة في أيامها الأخيرة قليلة الحركة على نحو حمل يوسف على الاستبشار برؤيتها وهي تغادر فراشها الذي طال ملازمتها له، وكان يحدث نفسه يقول :"لعلها إن تحركت اليوم برأت غداً.."، وكان الرجل - لرفضه الانقياد ليأسه ومحبته لها - يلتقط من أهون إشارات التحسن ما يبني عليه صروح الرجاء، ثم هو كثير الذهاب بالخيال إلى عهدها الأول معه، يردد عنه فيقول :"كانت الأمور منزهة، وكل ما هو منزه أبدي بالضرورة.."، فإذا هي (عفاف) ابتسمت أو تحركت أو سردت له نادرة امتلأ بسعادة منزهة توشك أن تشفي على سعادته بشفاء كامل، فيملأه الشغف بطاقة البشرى والارتقاب،.. لقد عاش الرجل حياته كلها بقلب طفل، وكان مجبولاً على رؤية الأمور بصورتها النقية، وهو - لأجل ذاك - لا يرى شراً من الشرور إلا مزحة، معتقداً بأن الأصل في الأشياء إباحة ومسرة، ووجود يسبح على سديم اللطف والغرائبية،.. وسمعته زوجه يقول لسميحة :

- المهندس الإغريقي دينوقراطيس، المستشار الفني للإسكندر الأكبر، ووضع حجر الأساس لمدينتنا هذه، لقد خطط الإسكندرية على النمط الهيبودامي، مثل رقعة الشطرنج التي نلعب عليها، سميحة، كان هذا مؤثراً في تخطيط المدن الهلنستية..

 وأشارت إليه المرأة (عفاف) أن تعال فنهض قبل أن يحكم الخناق ملياً على الملك الأبيض، وقد كان إلى نصره المعتاد على سميحة قاب قوسين، وكان عقله - لا يزال في الرقعة العاجية يأخذ من تفاصيلها هنا وهناك أخذ السائح - فقالت له زوجه في عصبية :

- ألم تجد أعز محتداً أو أكرم نسباً من هاته كي تلاعبها وتلاعبك؟

وساءه حديثها، قال وقد انتقل من طور الاستبشار إلى الأفول :

- ما هي (أي سميحة) في هذا البيت بأكثر من شعرة في جلد ثور، إن أمرها هين لمن لم يلقَ لها بالاً أو يأخذ حضورها مأخذ الندية..

وقالت في تذكر حسن للأمور، وقد بدا أن ذاكرتها تحتفظ بالآلام الشديدة والسعود الغامرة :

- لقد احتضنتها، وقد بصرت بكما، وطردت معلمة الأيتام الجادة لأجل عينيها الزيتونتين، ما أنا إلا عجوز شائخة، ولست أخفى عن حقيقة نفسي، إن أتوق الرجال إلى لمحات الجمال لن يجد فيَّ اليوم ما يحمله على الإعجاب..

وتعلق بصرها به وكان وجهها ينطق تعبيراً : "الأمر على هذا الجلاء.."، وجعل يوسف ينزه نفسه عما في رأسها، وقد آلمه أن يكون مثار ريبة، فصاح بها يقول :

- بربك.. إنها (أي سميحة) طفلة، وهي في البيت تقوم بمقام الخادمات..

ونظرت عفاف لها ملياً فكانت الفتاة لا تزال تفكر في الخطوة التالية - على استحالة التصرف لخسارتها واقعاً - على الرقعة العاجية، وصاحت عفاف تقول :

- فلتطردها إذاً، فلتطرد الطفلة، ولتستبرأ لنفسك من مواضع الشبهات.. !

ومكث يوسف يذكرها حيناً بما تعرفه من أمر الداء الذي يحملها على الغضب والتيه، ولكنها كانت تردد طلبها في هيستريا تزداد وطأتها حتى سمعت الفتاة ما زاد منها عن الحد فنهضت عجلى، وقد ضربت صحن البرتقال بمرفقها حتى هوى وتبعثر قشره أسفل طاولة الخشب التي تحمل رقعة العاج، ولم يكن في زمانها وقت كي تجمعه فمضت إلى الباب، واستوقفها يوسف هناك وقد دس في يدها ورقة كتبها بخط يده الركيك المتعجل يقول :

- هذا عنوان ألكسندرا، أقصدي إليها، ففي هذا البيت من يحتاجك وتحتاجينه.

وودعها بوجه من يرجو لها مناطاً راضياً هانئاً، وعاد إلى عفاف فجعل يطمئنها عسى أن تسكن ثورتها يقول كأنه البحر يحتوي ثورة بركان ساحلي :

- لقد طردتها،.. أقسم أنني فعلت !

ثم احتضنها حتى بكى طويلاً، ونامت.

  اضغط على رابط الصفحة الرئيسة لمزيد من الموضوعات : روايات


في باريس والإسكندرية..

نضحت مشكلات زهير ورؤيته الأبوكاليبسية (الجحيمية) للعالم بعد زواجه بألكسندرا، كانت ألكسندرا تردد طويلاً رضاءها بمعاشها في كوخ بولونيا، ولكن هذا الستار الزائف من القناعة العارضة ما لبث أن تضعضع بطول المعاشرة، وانكشف عواره بتوالي الأيام وضربات الاختبار، تأبى زهير الإنجاب من ألكسندرا "لئلا يورث العالم مزيداً من المعاناة" بزعمه، وعاش كالنساك المتزهدين راضياً في قلب الطبيعة، والتمس النباتية في الطعام من واقع ما قرن به أكل اللحوم بهمجية الإنسان الأول، واجتث عشريناً من أكبر دوح الغابة كيما يستخدم أخشابها في التدفئة، وسألته زوجه وهي تأخذ تستل ريشة من عش الحمام فترسم بها على الأرض وجهاً عابساً :

- "ألا تجد في الأطفال إلا معاناة؟".

وأجابها يقول :

-"سينتهي هذا العالم أقرب مما يظن المتفاءلون فيه، البشر، أو فلنقل سوادهم الأكبر، ثلة من الحمقى، وهم يعطون للأشياء صورة دوام ليست لها،.. إننا محض قرود على كوكب صغير، شديد الضآلة،.. قد نطلق الأقمار الصناعية ولكننا لازلنا عاجزين عن إيجاد ترياق ناجح للزكام،.. هل أتاكِ حديث انفجار مفاعل تشيرنوبل النووي؟ لقد وقعت الكارثة في أوكرانيا السوفيتية قبل بضع أعوام من اليوم (1986م)، ولا أستطيع نسيان ما خلفه الأمر من فزع،.. لا نحتاج أكثر من حرب نووية، أو سقوط كُويكب، هناك تغيرات المناخ، أو تحمُّض المحيطات، ثمة أبيضاض الشعاب المرجانية أيضاً، ستضرب الفوضى أطنابها وحين ينفرط العقد ستكون المصلحة قبل غيرها..".

وقاطعته تقول في أسف :

-"فلتنظر إلى الأمور من الجهة المناوئة : لقد بدأ البشر شراذم تائهة وانتهوا وقد أقروا الخير في مواضع كثر، كانت أجواف الكهوف سقف أمانهم، واليوم غدت البسيطة كلها ملكاً لهم، وقد تركز المعنى المعروف فيهم، وإليك ببيت القصيد : إن حطة الإنسان العاقل مستهجنة غير مبررة، وأما بهيمية الحيوان فقد يلتمس في تبريرها العذر، ولو أننا رددنا الإنسان إلى جذره الحيواني لأكبرنا قدرته على إقامة العمران والمجتمع والتكنولوجيا، ثم رأيناه بعين حقيقته،.. إنني أدعو الله في صلواتي أن يردك عن مثل هذا الحديث..".

وقال وهو يتطلع إلى الأفق العامر بالأنجم :

-"لا حاجة بي إلى مناجاة السماء، لقد صنعنا جنتنا على الأرض، هنا وفي هذا الكوخ البسيط..".

وأعرضت عنه تقول :

-"قل صنعت جنتك..".

وجلست تقول :

- "كنتَ (تقصده) على حال أفضل في مدينة المشاكسين (تريد الإسكندرية)..".

وباردها في بساطة مزعجة يقول :

- "وحتى هذه (الإسكندرية) فلن تسلم من العواقب المحتملة، علها تكون أول الغارقات من المدن الساحلية حين يقع طوفان آخر الزمان..".

وذكر لها شيئاً عن رغبته في زيارة الغابة الملتوية في بلدة غريفينو غرب بولندا، لطبيعتها العجائبية التي سمع عنها، ولكنها كانت قد غابت عن محيطه، وعادت - في مساء اليوم - وهي أكثر نشاطاً، وكانت قد ابتاعت حبوب منع الحمل الفموية التي لم تستخدم منها واحدة، وأقنعته بأن لا شيء يخشاه وقد سايرها الرجل حتى وقع المحذور، وأظهرته بعد أن حضرتها نذر الولادة على حقيقة ما جاءت به من الإفك، هناك رمقها في غضب زائد يقول :

- "ستتكبدين وزراً هو بثقل الأرض جزاء ما اقترفته..".

وأزعجها حديثه فقالت :

- "إن وزراً واحدا أتحمله هو أنني لم أفارقك منذ أول يوم لاح فيه لي جنونك الظاهر..".

- "إنني أذكر الحقيقة التي لا يذكرها المجنون..".

-" لماذا لا تعتصم بالحكمة في رؤيتك لها؟".

-"لا أريد أن أزيف الحقيقة بقناع الحكمة..".

- "الحكمة والحقيقة قرينان، ولا يزِّيف القرين قرينه..".

ومكث يدق لوحاً كان قد نخره السوس في بناء الكوخ فيفزع الطائر لطرقه يقول :

-"تجيدين التلاعب بالكلمات..".

وارتأت المرأة أن مسلكه يزداد شططاً وبؤساً بمضي الأيام، حضها الرجل على إجهاض الولد وقد خشت من خيال الأمر كل الخشية، وارتعدت منه في ليلاتها الباردة في جوف الغابة الباريسية، لقد استحال كوخ بولونيا في وعي المرأة الفرنسية إذاً إلى سجن، ما عادت تطيق باريس التي هو فيها، كان لزهير في باريس معجبون كثر، وهم مرشدون إليها، ما من مخبئ واحد للمرأة بطفلها في العاصمة الفرنسية،.. وساورها خيال صالحة وهي تلبسها الخمار في العرس الصاخب بالإسكندرية، وذكريات صور التقطتها بالكاميرا التي وهبتها للمرأة المريضة، إنها واحدة من مواقفها التي تحملها على الاعتزاز بحق، ثم إن لها في مطعم سان جيوفاني - بأجوائه الرومانسية التي لم يبقَ لها منها اليوم إلا الخوف - ذكرى ثالثة طيبة، إن مدينة المشاكسين إذاً وعلى علاتها قد أفصحت لها عن وجه مقبول، وما أخطأها حين تحملها بعمومها وزر ثلة من المراهقين المجاوزين ! وقد استمعت لخطابات مسيحية وقطوف وعظية في كنيسة سان سولبيس عن مريم العذراء، المرأة التي امتحنت بنجل لها، فرضيت بما سمعت وباتت تتقبل - بإيعاز مما سمعت هناك - حجاب الرأس كظل منظور لتقوى البواطن، وعزمت أمرها على السفر بعدما تخلصت من آخر مشكلاتها في التأقلم : سفور شعر الرأس، استيقظ زهير ذات صباح فلم يجدها في كوخه، كانت المرأة قد كتبت رسالتها فور وصولها تقول فيها (أوصت المرأة معجباً هندياً من زوار معرض زهير وكوخه بأن يودع رسالتها في عش الطائر الذي كان زهير يحرص على العناية به حتى أنه وصف استخدام بيضه في الطعام يوماً بـ"الجريمة المستساغة"، بعد أن تعرفت إلى عنوانه - المعجب الهندي - لما كان الكوخ غير تابع لمكاتب البريد) :

- "إلى زهير،.. أو إلى ما تبقى من محبته في نفسي..

إن شيئاً لا تستطيع أن تنتزعه من امرأة سوية هو غريزة الأمومة، بمقدورك أن تعيش كرجل كهف ذي شهرة فنية أوروبية، وبمقدوري أن أتطلع إلى المستقبل الهادئ في مدينة نامية رفقة نجلي الذي بدأت ألحظ تباشير نموه، وفي ليلاتي الأخيرة خلت أني أبيت في عرين أسد ينتظر فرصة كي ينقض على وليده، وقد ساءني الأمر حتى بكيت لضعفي..

لقد نزلت في منطقة العوايد (بمعنى الخروج من الإسكندريه والعودة إليها أيضاً مثلما فهمت)، قرب هذا الجسر الذي يحمل اسم المنطقة الجديدة (تأسست في العام 1960م)، أراني قد هربت من خطر إلى خطر، لقد قابلت أباك يوسف وهو يبدو - كعادته - كريماً لطيفاً، وقد أنكر عليك تصرفك ووعدني بالحماية منكِ، وقال - هزلاً وكيداً - إنه ينتظر مني التوأم أنجبه له (ذكر لي شيئاً عن أخيك التوأم الذي مات في ولادته، ووصفك يقول : كان قاتلاً منذ لحظته الأولى..)، وقد أسفت لتدهور حالة زوجه - ما عادت تذكرني بدقة - وأشهد لها أنها امرأة لا تقل عنه لطفاً، وأدمعت عيناي حين دلفت إلى حجرتها العامرة بالصور الموزعة فوق الرخام الأبيض من بلاط البورسلين في غير نظام،.. وقد بدا أن المرأة قد أحسنت استخدام هديتي (الكاميرا) - قبل انتكاسة صحتها - على منوال لم يكن ليخطر لي على بال، لقد استحدثوا في بيتهم خادمة عجبت لنزعتها الطيعة الخانعة، وخبرت أنها (الخادمة) واحدة من أطفال الملجأ الذين رأيت بدوري صورهم الجمة في حجرة عفاف، لقد قابلت - ممن قابلت - عجوزاً بالعوايد استأجرت منه شقتي الصغيرة ذات الحجرتين، ودفعت لمترجمة - لا أذكر اسمها الآن - جزاء أن تصحبني وتترجم لي العربية التي بدأت آلفها بمرور الوقت وتحت ضغط الاضطرار، كان العجوز المؤجر يناقشني يقول :

- "المرأة كلها عورة، وثوبها إن لم يكن فضفاضاً ساتراً فهو أولى خطى الشيطان..".

وقاطعتُه أقول متأثرة بما وجدته من قيود لا معنى لها تفرض هنا بين الجنسين :

-"من البدهي في أي مجتمع أنه كلما أتيح الاختلاط تراجع خطر التحرش، ولا أفهم كيف تغيب عنكم حقيقة على هذا الوضوح..".

ابتسم العجوز ابتسامة كشفت عن أسنانه الخربة، قال :

- "لا عجب، إنك أوروبية، محتشمة مع ذاك (يشير إلى حجابي الخفيف)، ولولا كذلك ما وثقت بكِ، وما منحتك هذا العقار وحدك، لقد أفسدت الرذيلة مجتمعاتكم الغربية !".

وقلت :

-"لعلنا نعاني بعض آثار التحرر، وأما أنتم فتعانون يقيناً من نزعتكم المتحفظة الزائدة..".

وانزعج يقول كأنه يفحمني مستجيباً لهاتف انتصار وهمي في ذهنه :

- "لكم الدنيا، ولنا الآخرة..".

وفي الخواتيم أعود أقول : إنني أخاطب زهيراً القديم ذا الوجه الوضاء المشرق، لا أخاطب رجل الكهف القبيح الذي أعفى شعر لحيته ورأسه، وأملي موصول بلقاء تكون فيه قد ثبت إلى رشاد..".

 اقرأ أيضاً : 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق