U3F1ZWV6ZTQ2MTMzMDkyMjMyOTgxX0ZyZWUyOTEwNDc0Mzc0ODg0Mg==

صلح على مائدة يوليوس قيصر

الفصل السابع والعشرون : صلح على مائدة يوليوس قيصر


 كانت صابرين قد آوت - ومعها طفليها - إلى بيت أبيها بهاء الدين تقول له في لهج البكاء :

- لقد رأيته ! رأيته بأم عيني صحبة امرأة غريبة يتبادلان وداً وقد أطلق الخمر لسانهما بالأسمار، ثم يتضافران على الأنس القبيح !

وحاول بهاء الدين - وسط عاصفة الانفعال - أن يستبين من ابنته حقيقة ما وقع، وضرب الرجل أخماساً لأسداس حين سماعه للمروية التي تدين زوج صغرى بناته إدانة لا سبيل إلى تفنيدها أو إضعافها، واتفقت إرادته على أن تبيت الفتاة في بيت نشأتها حالما يطلع نور الصبح، ، وذاع في حيّنا حديث متصل انتقل على أجنحة النميمة يُذيل بقول :"وقد باع هشام عزمي بيته لأجل المرأة الأرسترقراطية،.. وطَمَحَتِ الْمَرْأَة عَلَى زَوْجِهَا الخئون.."، وكان الرجل (هشام عزمي) يجيب نميمتهم بقوله : إن الكرام مشاغل السفهاء، وحاول بهاء الدين تهدئتها - بينما ترتمي في أحضانه - بقوله :

- إن رجلاً خالياً من المآخذ يكون ملاكاً،.. ما أسهل أن ينجر الرجال إلى مثل هذا !

وكانت تتطلع إلي أبيها بعينين ملؤهما الدموع، تقول كأنما تتشبث برجل لم يخذلها :

- ولماذا لم تنجر أنت إليه؟ وقد طال زواجك بفطامة حتى أتم عقوداً من الوفاء، فما خنت ولا غدرت.. إن هذا عزاء الضعاف.. (ثم وهي تعود إلى حالتها الأولى) جنيت الهشيم الجاف بدل الحصاد.

وطُرق الباب في شدة غير معهودة حتى عم الصمت بين الفتاة وبين أبيها، وفتح بهاء الدين مصراعاً واحداً في روية وأبقى على الآخر، لاح هشام عزمي في هيئة المضطرب، وقال له الأب :

- وماذا جاء بك؟!

- صابرين..

وعاجله بالقول :

- إنها ليست هنا !

وسادت جلبة بين الرجلين فكان بهاء الدين يمنع دخول الرجل بذراعه الممدودة يمسك به نهاية تجويف شطر الباب المستطيل، وهنالك لاحت صابرين التي انجذبت للمجادلة الدائرة فقال زوجها للأب :

- كنت أعرف أنك تكذب، وتتحرى الكذب..

وقالت الفتاة :

- احفظ لسانك أيهذا الخائن،.. خالف أبي الحقيقة كيما يقيني من غدرك، وكذبت أنت لمصلحة أردتها لنفسك ثم استخلصتها لهواك !

وقال الزوج في سخرية :

- ولماذا لا تتزوجين به إذن؟ (ثم وصوته يرق..) لقد جئت لأجلك..

وقالت وهي تشيح وجهها عنه كأنما تريد ألا يكون لحديثه العاطفي أثر في نفسها :

- بل جئت لأجل الطفلين !

وكان بهاء الدين يفصل بينهما كالحكم يفض بين لاعبين متحانقين في مباراة، قال :

- جئت لأجلك ولأجل الطفلين،.. ما الضير في هذا؟ إن سوسن ليست إلا..

وأكملت من حيث انتهى الرجل :

- خليلة،.. امرأة اتخذتها خليلة، رأيتكما وقد برى الحب جسداكما، لقد اطلعت على هذا في ليلة رأس العام ! وقد بلغ السيل الزبى..

وقال الرجل وقد نشبت الإهانة في أعماقه :

- خيانة؟! أي خيانة؟.. وماذا كان النيجرو إذن؟

وصفعه بهاء الدين صفعة واهنة أصابت وجهه المحتقن، لقد كان بهاء الدين من الكبر حد أن يده لم تكن تسعفه لضربة قوية على أي حال، غير أنه رام أن يجعل لرمزية الاعتراض أشد صوره الممكنة، قال الزوج وهو يأخذ ينصرف عن الأب وابنته :

- ولن أمد يدي على شيخ وامرأة !

وكانت صابرين تشيعه بقولها على حين يغيب ظله على الدرج كأنه المتاهة الدهليزية تخفي شبحاً هارباً :

- فلتهنأ بصداقة المرأة الثرية بعيداً من هنا !

واحتقنت فاطمة لسماع الأنباء الواجمة حتى عاودتها أوجاع الروماتيزم، كانت تمسك بساقيها تتأوه وتقول :"إن كل محنة تنزل بالأبناء الثلاثة تصيب جسدي وعظمي بضرر.."، وكان بهاء الدين - كدأبه أمام آلامها وأوجاعها - ضعيفاً جزعاً كقشة تذروها رياح،.. وفزع إلى تلبية مطلبها في نشدان الصلح بين الزوجين مسارعة المبتلين المضطرين، وألح على ابنته العدول عن موقفها من زوجها إلحاحاً عظيماً، فيقول كمن يهيأ لها صورة تحبب إليها أمراً تستنكف عنه:

- البحر والطبيعة، سيكون لقاءً على شاطئ البحر يجمع بينكما على شاطئ كامب شيزار أو نحوه، بربك.. ألا تجدد الطبيعة حقائق بين البشر خبت وخفتت،.. وسوف تطهر ماؤه النقية نفسيكما من أيما وزر أو خطيئة ! أجل.. وسيفصح الحب مجدداً على المكنون من أسراره المنطوية.

وكانت صابرين تقول :

- حقاً؟ أتجمعني معه في خانة الخطيئة والوزر ؟!

ويقول الأب بينما يتطلع إلى عز ومريم في إشفاق :

- من الخطأ أن ينشأ الطفلان في ظل هذا الاضطراب !

- الاضطراب خير من الخيانة..

- لقد صفعته صفعاً فلم يرد أو يثور،.. ألا يعد هذا دليلاً على احتمال في سبيل عزيز؟

وقالت وهي تلقم ابنها عزاً التفاح بينما تقطر الأمواه من يدها :

- بل هكذا يجبن الرجال أمام الرجال !

وعجب بهاء الدين من انقلاب الأحوال : كيف كان في عهد مضى محذراً لها منه في وقت توخت هي القرب نحوه، ثم كيف غدا ملحاً على وجوب استمرار علاقتها به في زمان البغضاء تكنها له، لقد كان الأب يصدر عن ابتغاء المصلحة لها في الحالين فكأنما صيرته هذه الرغبة بغير رأي حازم أو قرار حاسم، وتعلق - على شدته - بذاتها من موقع الأبوة تعلقاً تناسى معه وحدة مواقفه واتساقها، ورأى نفسه يقيها سهاماً كثيرة كثرة تحجب الأفق ومعه الضوء الرحيم تريد النوال منها،.. ومضى إلى مخدعه بعد أن قبّل زوجه وابنته وحفيديه النائمين معه.. وفي الصبيحة كان إسماعيل الجعب يتطلع إلى صابرين العائدة من الجامعة في تندر وأمل، كمثل تطلع الطامع إلى فصوص العقد بعد أن ينفرط نظامه، فيقول هامساً : " إنها جميلة على نحو يهيأ لي أن خيانتها عبث، ولكن بعض الرجال جُعلت على قلوبهم غشاوة.."، واقترب منها - مدفوعاً بأمل تولد في نفسه بما بات يتردد عنها من أنباء القطيعة - يقول :

- هلا أمكنني أن أقدم خدمة؟

وقالت وهي تسرع في هرولة منضبطة كأنما ينوء خاطرها بمسألة تزعجها أضيف لها جديد :

- أجل،.. أن تنصرف عن سبيلي !

إنها تفكر في أن سيرتها باتت - ككلأ مباح - يلوكها العوام ويطمع في القرب منها الفتوات، ولقد روجت في حقها النمائم حتى علتها السآمة منها، وطفقت تكتم جذوة غضبها في حركتها المنتظمة المعتزة بذاتها اعتزازاً داخلياً لا يدعمه من شواهد العالم الخارجي شاهد، ولكن نفس الفتوة تمور باضطراب من نوع آخر، وقال :

- ألا يستحق من يدافع عن الحي تقديراً ما؟

وحدجته بنظرة ثم مضت، وشاعت قصتها في ربوع الحي مع الجعب بعض شيوع، ووقع الصلح - بعد طول إرجاء - في كامب شيزار بحضور بهاء الدين، وجلست صابرين في إباء وشمم بالمقعد المقابل لزوجها تغالب شعوراً بالكبرياء، وكانت مائدة من سمك البوري المشوي بالرَّدة والسلطة قد نصبت في وجه البحر ذي الرذاذ البارد، وقالت صابرين :

- وهل تظن أن مائدة من السمك ستمحي آثار ما جرى؟

وقال وكان يجهز رداً على سؤال مشابه :

- وقع في العام الثامن والأربعين قبل الميلاد ما هو أشد ! لقد حضر القائد الروماني يوليوس قيصر إلى الإسكندرية لفك النزاع القائم بين كليوباترا وأخيها بطليموس على حكم مصر،.. وأقام معسكراً خاصاً له ولقواته خارج حدود الإسكندرية فى هذه المنطقة، هنا، وعلى ذاك سميت المنطقة بالفرنسية معسكر قيصر camp de cesar !

 












 

وتدخل بهاء الدين كيما يخفف من وطأة الاجتماع بقوله :

- وعليه فلعل يوليوس قيصر أيضاً  كان يجلس جلستي هذه على مائدة صلح !

وابتسم هشام عزمي فيما لزمت صابرين الحياد، وقالت بينما يثور البحر فتتحرك الرمال :

- وماذا أغواك في المرأة الغريبة؟ إنها ليست رائعة حد الافتتان أو الوجد أو الوله..

وهناك أشار بهاء الدين بيده فلاح الصغيران : مريم وعز كأنما انبلجا من باطن الرمال في مشهد العقارات اليونانية، لقد أشار بيده كأنما وجد التوقيت المناسب لأمر دبره سلفاً، كان عز لصغره يجد صعوبة في المشي على الرمال فيما تساعده مريم، إن خطاه لتضطرب وإن جسده ليقع فتتلقفه رمال البحر وأيدي أخته الصغيرة ويعود ينهض مدفوعاً بمثابرة الطفولة،.. وإنهما كذلك حتى بلغا مبلغ أبويهما فطربت صابرين لما بدا من تغير في مسلك الطفلة إزاء أخيها وإن أخفت معالم السرور عن الجالسين، وكانت ترى في حضورها تجشماً وتفضلاً فلم تشأ أن يزيل الابتسام ما كان يعتريها من شعور التحامل على إهانة أو أن يضر بحال التفضل الذي باتت تصدر عنه فيما يسارع الرجلان - الأب وزوجها - إلى خطب ودها.. وقال بهاء الدين حين اكتمل حضور الأسرة :

- وسوف أنهض.. (ثم وهو يتكأ على عصا بات يستند إليها في أحوال منذ أصابه داء السكري وزحف عليه الكبر..) ورفع العصا في وجه الجالسين بغتة حين استدار يقول :

- وإذا أنتما لم تخلصا إلى صلح فلن تجدا مني إلا هذه فوق رأسيكما !

وضحك الطفلان وأبوهما من بعدهما وابتسمت صابرين لابتسام مريم، وأشار الجد إلى حفيديه أن يصحباه كيما يخلي للزوجين الاجتماع، وعرض عليهما أن يشتري لهما الفستق وغزل البنات فأسرعا إلى اقتفاء أثره واتباع خطواته الوئيدة على الرمال مع انغراس عصاه فيها، وأغراهما بما يشتهيه الأطفال في مثل هذا العمر من غذاء، وسرت برودة البحر حتى أحست صابرين - وكانت في صدر المواجهة مع هباته القوية - القشعريرة، ونهض الزوجان - في غمرة البرودة - إلى أن بلغا حدود الماء المصطخب، وكانت مريم تسأل جدها في قلق طفولي :

- إلى أين يذهب الأبوان؟ هل سيبتلعهما البحر؟

وقال معيداً على أسماعها عبارته الأولى بينما يمضي إلى بائع الفستق :

- سوف تطهر ماؤه النقية نفسيهما من أيما وزر أو خطيئة !

كان شتاء عام 1950م - 1951م أقسى شتاء عرفه القطر المصري منذ عقود خلت، وحتى لقد بدا ولوج الزوجين إلى البحر في ظروفه مغامرة، وكان هشام عزمي يقول لزوجه :

- انظري إلى أبيك ! بعد سنين من إثارة المشكلات يعمد إلى الصلح بيننا.

وكانت المرأة ترقب ساقها المغروسة في الرمال حين يجيء الموج ثم ينحسر فيصيبها ما يشبه الدوار الخفيف، وقالت وهي ترقب الأفق الخالي :

- وهل حرضك أبي على الخيانة أيضاً؟ (ثم تعود تستدير إلى العقارات اليونانية من ورائها فتأنس لها..) لماذا لم يحضر من معارفك أحد؟

- أطلعني بهاء الدين على الأمر بغتة، كنت بالمصبنة وفكرت في اصطحاب الخواجة رجب !

وضحك الرجل وحيداً، فيما كانت صابرين تقول له :

- إن هذا يكفي،.. سوف نتجمد !


 

 اقرأ أيضاً : 

  الفصل الأول : هواجس في ظل الحرب
الفصل الثاني : لقاء هدى وعبد الغني 

الفصل الثالث : مغامرة في مقهى الفنانين
الفصل الرابع: فراق على جسر الحب
الفصل الخامس : الأهالي والإنجليز.. الحصان ضد المسدس!
الفصل السادس : الحب في عصر الحرب
الفصل السابع: رسالة من عبد الغني  
الفصل الثامن: مقهى الفنانين على وشك الدمار والسبب.. الضابط تشارلي! 
الفصل التاسع: موكب الملك وآمال الحرية الغائبة!

 الفصل العاشر : السادات يلتقي بالفتوات

الفصل الثاني عشر : جنون العشق في يوم عاصف
الفصل الرابع عشر : عودة عبد الغني من الصعيد
الفصل الخامس عشر : وستصل دوما إلى هذه المدينة !
الفصل السادس عشر : مكيدة ضد الملك
الفصل السابع عشر : الإسكندرية التي تضيع منك
 الفصل الثامن عشر : رسالة إلى الملك فاروق
الفصل التاسع عشر : لم يعد القلب يخفق بالحب
الفصل الحادي والعشرون : انتفاضة الطلبة في سبيل الحرية 
الفصل الثاني والعشرون : فتاة تخطو نحو المجهول

الفصل الرابع والعشرون : لقاء في يوم الكريسماس

الفصل الخامس والعشرون : حب يتشكل في المهد

الفصل السادس والعشرون : يوم نطق الصمت

 اقرأ أيضاً : 

  

الفصل الأول : على درب الرحيل

الفصل الثاني : لا ينبغي أن يكون للحب ميقات

الفصل الثالث : ما تغيره الأيام

الفصل الرابع : عبير الحرية

الفصل الخامس : حين بزغت أنوار الفجر

الفصل السادس : القلب يهفو إلى اللقاء الأول

 

الفصل السابع : خديعة في الميناء الغربي

 

الفصل الثامن : امرؤ بلا جذور
  الفصل التاسع : حين يجيء المساء

 

الفصل الحادي عشر: الكأس والوصية

 

الفصل الثاني عشر : ميلاد المدينة من حلم

الفصل الثالث عشر : فجر جديد

 

الفصل الرابع عشر : خيانة في الريف

 الفصل الخامس عشر : الحزن الذي يجتاح أضلعي.. والعربي الذي لم يعد !

 

الفصل السادس عشر : إنما الأيام مثل السحاب

 الفصل السابع عشر : أكاليل من الحب

 الفصل الثامن عشر : غريب على باب الرجاء

 الفصل التاسع عشر : حديث السلطة

 الفصل العشرون : موعد عند كلية فيكتوريا

 الفصل الحادي والعشرون: رماة الأحجار في حيَّنا

 الفصل الثاني والعشرون: لقاء الرئيس في الريف

الفصل الثالث والعشرون : مفاجأة على أضواء الألعاب النارية

الفصب الرابع والعشرون : الاتحاد الاشتراكي ومنافذ الحرية

الفصل الخامس والعشرون: سطور عن الحياة في باريس

الفصل السادس والعشرون: أميرة تعود من المساكن الحمراء

الفصل السابع والعشرون:  عضني الاكتئاب !
الفصل الثامن والعشرون: رقصة تشارلستون في حفلة لويس
الفصل التاسع والعشرون: أباظة ينتصر لفلاحات الورديان
الفصل الثلاثون : من عصر الطرابيش إلى عصر التقارير
الفصل الواحد والثلاثون : لويس يشتري لوحة البرج والفنار
الفصل الثاني والثلاثون : خيالات أحلام في حرب اليمن
الفصل الثالث والثلاثون : هل يُنسى الحب في تنورة الدرويش؟
الفصل الرابع والثلاثون : أوديب ومعضلة المصير
الفصل السادس والثلاثون : لعنة كحذاء الطنبوري !
الفصل السابع والثلاثون : وجه يتحدى الزمن
الفصل الثامن والثلاثون : تقرير المصير
الفصل التاسع والثلاثون : حمام كليوباترا
الفصل الأربعون : مسيرة الحياة
الفصل الواحد الأربعون : آلهة الجمال
الفصل الثاني والأربعون : مشكلات العرب
الفصل الثالث والأربعون : اجتماع الجبل
الفصل الرابع والأربعون : همس الحب
الفصل الخامس والأربعون : قصة رودوس
الفصل السادس والأربعون : حلم في سيسيل
**

 اقرأ أيضاً : 

 

الفصل الأول :  على جندول البندقية
الفصل الثاني : حب تحفه القناديل العائمة

الفصل الثالث :  عباءة أثينا سقطت على أكتاف الإسكندرية
الفصل الرابع: نافورة بختشي سراي !
الفصل الخامس : ورأيت رقصك كالجنون
الفصل السادس: حزمة من الذكريات
الفصل السابع: لعنة المدينة
الفصل الثامن: زناد الحب
الفصل التاسع: شيفرة الجمال
الفصل العاشر: مبادرة روجرز
الفصل الحادي عشر: رحلة في فلورنسا
الفصل الثاني عشر : أيام فاترة في البحر الأحمر
الفصل الثالث عشر : ذكرى الثأر
الفصل الرابع عشر : النهضة المصرية
الفصل الخامس عشر : قلب كارمن
الفصل السادس عشر : حديث الغريب
الفصل السابع عشر : لذة الحياة المنعمة
الفصل الثامن عشر : روح التمرد
الفصل التاسع عشر : زواج سري
الفصل العشرون : وصية الفراق
الفصل الواحد والعشرون : على مقهى الشابندر



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق