روايات وقصص، استمتع بأفضل روايات الرومانسية وروايات الرعب وروايات التاريخ في موقع واحد.

روايات وقصص، استمتع بأفضل روايات الرومانسية والرعب والتاريخ والخيال العلمي والبوليسية في موقع واحد،

عشرات القصص المثيرة والحكايات في انتظارك.

2024/11/26

حفل عرس في حمام شهريار

 الفصل الرابع عشر: حفل عرس في حمام شهريار

1987م..

اقتطع فؤاد جزءاً من وقته بالكويت كيما يزور صديقه فريد في مينا البصل بالإسكندرية فيبارك له زواجه بالفتاة الكويتية جميلة صديقة زوجه غادة، واقترح على عبد العزيز - صديقه المكلوم لإخفاقه في الزواج بأسيل - أن يصحبه في زيارته هذه، وأجابه صاحبه يقول :

- لا أريد أن أطاوعك في زيارة ستزيدني حسرة..

وأجابه فؤاد يقول :

- الحسرة أن تبقى هنا في ضيعة الأسف..

واختلق فؤاد سرداً يقول فيه بأن أسراب الجراد ستمر بالكويت في غضون الأسبوع القادم آتية من المملكة العربية السعودية وقد اتخذت من سماء البلد معبراً لها بسبب شدة الرياح الجنوبية التي تمر بها، ابتغاء إخافته من البقاء وتحبيب السفر إلى نفسه لما كان عليماً بخوفه من الجراد، وقد أثمرت أحبولته هذه حتى صار عبد العزيز نفسه كثير السؤال عن ميعاد السفر، ونزل العائدون بالحي الشعبي (مينا البصل) ذي التاريخ في الإسكندرية، وقال فؤاد - الذي كان خبيراً بدهاليز الأحياء الشعبية لتجربته الثرية وتجوله بها في فترة الصبى والمراهقة - وإن أضر اغترابه بمتابعته لما استجد فيها من معمار وما استحدث فيها من السبل - شيئاً وهو يعبر كوبري التاريخ فيفتح يديه تلقاء نسمة قوية وبصوت جهير مسموع :

- ههنا عاش عبد الله بن مصباح بن إبراهيم نديم «النديم» الإدريسى الحسني، خطيب الثورة العرابية في طفولته، نظراً لعمل والده في الترسانة البحرية..

وكان عبد العزيز في شيء من الإنهاك بسبب السير في كفر عشري ونواحيها لضخامة وزنه، ولكن فؤاداً ما لبث يضيف وقد بدا متوجهاً بحديثه إلى نجليه عماد وإسحاق على ضعف وعيهما بالأشياء لا إليه :

- وأما كوبري التاريخ فكان مما يعبره الترام في أوائل القرن الحالي مثلما سمعت يوماً من جدي..

اختص فؤاد صديقه فريد بهدية هي طقم من الكؤوس الزجاجية، واستقبله الرجل الذي بدا أنه ما عاد نحيلاً قط يقول :

- عهدت عنك ومنذ اشتغلت في حانوتك بالكويت أنكَ أجود بالخير من الرياح المرسلة..

وتأثر فؤاد ملياً بثناء صاحبه، ولكنه عاد يقول في شيء من التنزل والتفكه :

- إلهي ! ما عدت أعرفك لتغير صورتك وامتلاء بدنك، حقاً، من أراد أن يسمن ويتَفَيَّل فليتزوج !

وكان عبد العزيز قد لحق بفؤاد فدلف نطاق البيت ذا التكوين المتواضع بعد مقاومة - نظراً لضيق منفذ الدخول - يقول :

- لستُ (يريد نفسه) أحسبني في حاجة إلى التذكير بنصيحة كتلك..

وضحكوا جميعاً ما خلا جميلة التي كانت على حال من الحياد المريب، وسرعان ما توزع الزوار فجلس فؤاد وعبد العزيز مع فريد في حجرة الاستقبال، فيما انفردت آسيل بجميلة في المطبخ وقد كان للمرأة الثرثارة حديث عالٍ مع صاحبتها تقول وهي ترش بودرة السكر على كعك السميد بالتمر :

- الحياة هنا مما لا يُطاق، فلتنظري إلى ذاك الحائط (تشير إلى المنكشف منه عبر النافذة)، هذا الذي كأنه يريد أن ينقض، فما أشفق عليه أراذل المدينة بل هم لوثوه بالقبح،.. تركتُ الكويت وخلت أنني سأعود إلى مصر التي رأيتها في الأفلام والمسلسلات فإذا بي في أفغانستان ! يا حسرة على مصر الماضي..

وأزادت جميلة في وصف الماضي المصري الأثيل لصديقتها غادة - كأنما هي تجهل به ! - حتى بدا أنها تورطت بسبب من المبالغة في تنزيهه في مغالطة الزمن الذهبي،.. واستدعى حديث المرأتين نهوض عبد العزيز الذي أفلت من الباب الضيق، ووجد فيه صعوبة في الخروج منه مماثلة لمشقة الدلوف، واقترب الرجل من الحائط في خطوات وئيدة فيما ارتفعت أنفاسه، كان مكتوباً على الحائط عبارة : "المخدرات في كل مكان !" بطبشورة لم يبقِ منها إلا نصفها المرمي غير بعيد، وحدق الرجل إلى العبارة ملياً ثم هبط في معاناة كي يمسك بشطر الطبشورة، هذا فيما كان فريد يسأل فؤاداً عنه :

- أهو بخير؟

وأجابه فؤاد يقول في قلق حقيقي :

- لقد أهمل وزنه بعد فشله في الزواج بأسيل، حال أخوها، ضابط البحرية الكويتية، بينه وبين مناله فصده في عجرفة وخيلاء، إني أخشى على البلد (يريد الكويت) من إيران.

وأجابه فريد يقول :

- لا تقلق ازدهرت الكويت منذ استوطنها آل صباح ولن تتوقف قط عن النمو، صدام أيضاً يقف بالمرصاد في وجه المطامع الإيرانية، والخميني على شفير الموت..

وتأمل فؤاد ملياً في حقيقة البيت المتواضع، كان ثمة ستار يخفي المُستحِم في حمام بلا باب، وقلل فخارية، وجزامة أحذية أحيلت إلى ما يشبه المكتبة، وقد وضعت فيها بضع كتب أصفرت منها حواشي الأوراق، وكان إلى الجوار من "المكتبة" كرسي قديم وُضع عليه مصحف كبير وكتاب فقه السنة، وقد بدا أن صاحبي البيت - جميلة وفريد - قد تحرجا من وضع الكتابين في المكتبة التي كانا على علم - حتى مع استحالة صورتها وملأها بالكتب - بحقيقتها المزرية،.. كان كل شيء متواضعاً على نحو أضفى زهداً يائساً، ومازال فؤاد في تطلع خافت حتى جعل يقول فيما تقدم جميلة الكعك ذا التمر في صحون زجاجية :

- هل يعد الصديق الأرعن صديقاً حقاً؟ 

ولم يفهم فريد مغزى السؤال الذي قصد به فؤاد الرئيس العراقي، ولكنه عاد يسهب في وصف عمله الجديد بالإسكندرية يقول :

- صرت امتلك نادي للفيديو في شياخة الورديان، إنني أعرض فيه أفلام الأكشن الأجنبية كروكي Rocky، وكذا الهندية (ذكر الرجل عدداً كبيراً من أشهر أفلام الثمانييات في سينما بوليوود كـ Qurbani وSparsh وKranti وLawaaris، وخص إعجابه بفيلم Chakra لوقوع أحداثه في الأحياء الفقيرة الهندية التي تشبه مينا البصل من بعض الوجوه، ووعده فؤاد بمشاهدة بعضها بعد أن ذكر شيئاً عن رؤيته السلبية المسبقة للسينما الهندية - كتقليد هزيل للأمريكية ومجال لاستباحة اللامعقول من المواقف - التي بدا أنها تغيرت بحديث صاحبه..)، وقليل من المصري !

 هناك تدخلت جميلة تقول في حس أنثوي :

- لقد أحسن أكرم حين منع أخته من التورط في مثيل ما قد تورطت فيه.

وانزعج فريد يقول :

- هل تصفين زواجنا بالورطة أمام الزوار الغرباء؟

وحل صمت مصقول بماء الحرج الثقيل، وحتى جميلة الثرثارة ما عادت تجد ما تقوله، حتى جعل عبد العزيز ينادي من موقعه أمام السور يقول:

- لقد حللت المشكلة ! لقد حللتها، هلموا فانظروا ما قد صنعت بالطبشورة..

وحضر الجميع فألفوا الرجل وقد أضاف قبل العبارة : "المخدرات في كل مكان.."، عبارة : "رسالة إلى الشرطة !"، ثم جعل يمسح يده من أثر الطبشور الأبيض كأنما يصفق ثم ينفض ما علق بجسده من أثرها المنثور، وعادوا إلى حجراتهم بعد أن استقبلوا تصرفه بين متندر ومستحسن، وأعدت جميلة حلواء عجمية فجلسوا يأكلونها أشتاتاً، ولكن فؤاداً طلب من صاحبه أن يصحبه إلى حمام علي المصري (حمام شهريار) معتذراً من قضاء المزيد من الوقت في بيت المرأة الكويتية الجوادة (يسميها زوجها فريد بخبيرة المعجنات بعدما أضافت المصري إلى الكويتي منها)، وكان الحمام الوحيد الباقي من حمامات المدينة في القرنين التاسع عشر والعشرين، وقال له فريد :

- لقد بات الحمام مبدأً لعقد حفلات العرس في المنطقة، هاته التي تنتهي لدى مسجد أبي العباس، وقد استأنفنا العمل بهذا التقليد القديم !

  اضغط على رابط الصفحة الرئيسة لمزيد من الموضوعات : روايات

ونظر فؤاد إل صاحبه في جدية يقول :

- أعرف هذ منذ كنت صغيراً، واليوم أريد أن أرى "زفة الحمام" بعين الرشد الذي صرت عليه !

في المساء قصدوا جميعاً إلى حمام شهريار في سبيل أساكل الغلال ما خلا جميلة التي كان عجزها عن التأقلم في البيئة الشعبية يحيط شغفها بدواعي الخمول، علاوة على أن المرأة ما كانت لتحفل برؤية زفة الحمام ذي الدورين في سياق المخدرات والجريمة الذي أذهلها أن تكون فيه بعد "بحبوحة الحياة الخليجية" بوصفها المعبر، وأبصروا عروسين يخرجان من الحمام التاريخي تصحبهما فرقة شعبية كأنهما (العروسين) من زمان والٍ حضرا، أراد فؤاد أن يسير مع السائرين بالموكب المحتفل إلى مسجد أبي العباس، ولكن غادة همست في أذنه تقول :

- فيفيان أرادت أن ترى إسحاق منذ زيارتنا الفائتة، وقد ألحت في مرادها هذا وإني ما رأيتها تلح على غيره، ولاجرم أنها تنتظرنا الساعة على أحر من الجمر.

تملص فؤاد إذاً من الموكب المحتفل في أسف وودع صديقه فريد الذي عاد إلى بيته، فيما اقترح عبد العزيز أن يتركهما قاصداً مقهى «على الهندي»، وأن يجتمع بهما في المساء أمام المقهى نفسه (المعروف بخبيني)، وقال أيضاً :

- ستجدني في انتظارك هناك، بعد زنقة الستات، داخل ممر جانبي، أمام ورشة لصناعة الورق والحلواء..

 وافترق سعي الأصدقاء القدماء الثلاثة في مدينتهم الأم التي آبوا إليها، وقالت غادة لزوجها وهما يقصدان إلى حي باكوس فيما يمضي عماد (ست سنوات)، وإسحاق (أربع سنوات) إلى جوارهما في خطى قصيرة وغير منتظمة فيحدث أن يشزان عن المسير العائلي قبل أن تعيدهما الأم :

- ستسعد أمي بإسحاق الذي لم تره أيما سعادة..

وقال لها، وكأن عبارتها المستبشرة فتحت بوابة قلقة في نفسه :

- إني محاول أن أجعل الطفلين مستوعبين للدين بعمومه والأخلاقية بشمولها ولا أريد لهما أن ينجرفا في اتجاه بعينه، (ثم كأنما يبرر لنفسه..) جميعنا قد تلقنا الدين من الأهل ثم من البيئة الاجتماعية والثقافية المحيطة، ولا أكاد أتخيل إلهاً في السماء غضوباً ناقماً يصطفي أشياع مذهب أو طريقة ويعصف بالبقية، فصورة كهذه لا تتوافق وهذه الحكمة الصارمة التي تمضي بها الأمور، ثم هي لا تستقيم في عقلي النزاع إلى الاعتقاد في يد تمسك بقياد المنطقيات، إني لم استمرئ المعصية أو الأذى، وقد حاكت في نفسي صغراها وساورني الاشمئزاز من كبراها، وإن هذا - في ظني - لمن الشواهد الجزلة على الطبيعة الأخلاقية التي تقر في نفوس الآدميين، وإنهم ما طُبعوا عليها عبثاً، وهي - في نظري - دليل غير منكور على معنى أكبر وأعمق..

وقالت غادة فيما يقترب مسيرها من مدرسة الراهبات وقد بدا أنها لم تعر حديثه الاهتمام الكافي لما بدا في ثوب التطهرية الشخصية أو المناجاة العالية :

- لا بأس، زيارة سنوية لأمي لن تعكر التلقين اليومي الذي تحرص عليه..

قالتها المرأة وقد أبصرت لتوها شجرة الخروب - علامة البيت - وقد ذبلت وشاخت خضرتها فكأنما حدست أمراً، ووجمت (غادة) وجوماً جزعاً وقد هصرت بغصن منها فانفصل عن جسم الشجرة في يدها، وصعدت رفقة زوجها في صمت إلى البيت فوضعت فيه المفتاح المعقود بالميدالية المصنوعة من خرز العقيق، وكانت تجتهد في أداء الأمر البسيط حتى أنها أدارته في الاتجاه المعاكس واضطرت أن تخرجه من مستقره - طبلة الباب النحاسية - وتعيده غير مرة، ولم يشأ فؤاد أن يتطوع بالأمر نيابة عنها إذ هو على حال من الاضطراب المماثل لها وقد خشى أن تفضحه المبادرة، وتكشف عما بنفسه، فوقف متصنعاً رباطة جأش خليقة بالرجال حين يحدث وتقع واحدة من نوائب الدهر، أو تنزل حادثة من هاته التي تدخرها الليالي، وكأن في تصنع الجَلَد أو الاستهانة ما يدفع السوء حقاً،.. ودلفوا إلى البيت الذي كان هادئاً معبقاً برائحة الميرون، ومضيا في حذو القوارير الفخارية والشَمْعَدَانَات، وتحت الثريات البيضاء والصفراء، كانت السُّرج والقناديل والأيقونات والمسابح والصلبان منزوعة الروح، فقيرة الحياة، ودلفت غادة إلى حجرة الأم تلبي داعي اللهفة فيما انتظر فؤاد بالخارج كأن نفسه لم تطاوعه على تحمل مزيد من قلق المواجهة أو هي لم تعنه على تجشم عناء التبيان، وارتأى في تحمل مرارة الظنون يسراً فوق هاتين فلبث في البهو، ووقف إسحاق جواره أمام لوحة الطفل براغ العجائبية المعلقة يتأمل صورة الطفل الحسناء، بصولجانه الذهبي، وقبعته المذهبة ذات القماش الأحمر، ووضع الصغير يده فوق رأسه الخاوي كأنما حمله العجب من رؤية القبعة المذهبة،.. وما لبث أن تقيأ عماد - بسبب رائحة الميرون القوية - ما في جوفه فصحبه فؤاد إلى دورة المياه كأنما ألفى في الأمر مهرباً من القلق الذي غمره، ومنفذاً من واجب الانتظار الذي يضنيه، وقد جعلت الشواهد المتتابعة تنبأ بالشر بوجهه المرعب، وأهداه الأب منديلاً من الكتان يمسح به فمه، وسأله كأنما يعمد إلى إطالة مدة غيابه عن المشهد الأهم :

- أأنت بخير، صغيري؟

أجاب الطفل (عماد) أباه بابتسامة رقيقة لينة أضاءت ظلمة نفسه، وعاد الأب المتشجع بما بدر من نجله من تصرف، المحتوي - إلى ذاك - على القلق الغائر، إلى حيث لوحة الطفل براغ فلم يجد إسحاق إزاءها، وقد بدا أن الصغير (إسحاق) قد دلف إلى حجرة الأم الباكية في جسارة - مدفوعة بالجهل أو البراءة - لم يواتِ للأب مثلها، ودلف فؤاد في أدنى نشاط إلى الحجرة واتبع حركته ببضع خطى بطيئة - كأنما يتثاقل إلى الأرض - فنظرت غادة إليه وطفقت تقول في صوت مقهور وقد انهمرت فوق خديها عبرات حرار :

- لقد ماتت أمي فيفيان ! ماتت دون أن ترى إسحاق ! فلتبكوا جميعاً، فالدموع أشرف ماء للتعميد، وقد أنكر بطرس المسيح ثلاث مرات، وأنقذته الدموع في كل مرة.. مثلما كانت تقول الفقيدة التي تنيحت بسلام !

أحالت غادة ببكائها ربوع البيت إلى جُلْجُلثَة جديدة، ووضع إسحاق كفه أسفل وجنة المرأة الراحلة - بإيعاز من الأم المكلومة - ثم سُتر وجهها (فيفيان) ذو النظرة الباسمة المستسلمة بغطاء شفاف فما عاد يخرج عنه من جثمانها إلا شعرها الأشيب. 

 اقرأ أيضاً : 

الفصل الأول:   رأيت الطمع في عينيه

الفصل الثاني:  عسى أن يكون صدري منشرحاً

الفصل الثالث : صورة المُخلِّص

الفصل الرابع : إلى أين المسير؟

الفصل الخامس : الخواطر المستغرقة

الفصل السادس: نظرة أخيرة

 الفصل السابع: أسطورة شجرة النبق 

 الفصل الثامن: عودة فتاة فيلا لوران

الفصل التاسع: ألكسندرا في غابة بولونيا

الفصل العاشر: مصرع زهران بسبب مراهنات الكرة !

الفصل الحادي عشر: بكر يتحدى سلطة رجال القرية

الفصل الثاني عشر: حوار في مطعم جيوفاني

الفصل الثالث عشر: سلكت سبيل الحب ! 

الفصل الخامس عشر: خطبة مارتن في سكة حديد بالتيمور

الفصل السادس عشر: لقد صفحتُ عنكِ

الفصل السابع عشر: إفناء العمر في الشقاء

الفصل الثامن عشر: كأنك تحكمين عليَّ بالهلاك

الفصل التاسع عشر : انطفاء شمعة لا يعود لهبها

الفصل العشرون : نفسيتي تتحسن حين أروي قصة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق