روايات وقصص، استمتع بأفضل روايات الرومانسية وروايات الرعب وروايات التاريخ في موقع واحد.

روايات وقصص، استمتع بأفضل روايات الرومانسية والرعب والتاريخ والخيال العلمي والبوليسية في موقع واحد،

عشرات القصص المثيرة والحكايات في انتظارك.

2024/11/05

قصة وزير مالية دولة محمد علي باشا : الشخصيات والمقدمة

                          الفصل الأول: قصة وزير مالية دولة محمد علي باشا : الشخصيات والمقدمة





..

قِصَّة عَائِلَة غَالِي أَبي طَّاقِيَّة وَزِير مَالِيَّة دَوْلَة مُحَمَّد عَلِي بَاشَا

فهرس الشخصيات:

غالي أبو طاقية (إسحاق)... كاتب الألفي بك، ثم وزير مالية دولة محمد علي باشا بعد جرجس الجوهري وكبير المباشرين.

فرنسيس... الأخ الأصغر لغالي أبي طاقية.

كاترينا (كتورة)... زوج غالي أبي طاقية.

باسليوس... الابن الأصغر لغالي أبي طاقية وكاترينا.

طوبيا... الابن الأوسط لغالي أبي طاقية وكاترينا.

دوس... الابن الأكبر لغالي أبي طاقية وكاترينا.

المُعَلم سيرجيوس... والد غالي أبي طاقية وفرنسيس.

الأنبا بطرس... بطرس السابع أو بطرس الجاولي بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية رقم مائة وتسعة (خلال المدة من ديسمبر 1809م وحتى أبريل 1852م).

جرجس الجوهري... أول وزير مالية في عهد محمد علي باشا.

حنا... شقيق جرجس الجوهري.

المعلم سمعان... أمين وخازندار غالي أبي طاقية.

قطورة ابنة منقورة... زوج فرنسيس (لم يحصل زواجهما على الاعتراف الكنسي)، وابنة خالته.

الكاهن روفائيل بسكي... صديق غالي أبي طاقية في معبد البيت.

الأب بسخي... كاهن معبد بيت غالي أبي طاقية.

إبراهيم كاشور... الطالب في كلية انتشار الإيمان.

أمينة... زوج والي مصر محمد علي باشا.

صالحة... عجوز الجبل المسلمة.

كوثر... صديقة باسليوس الغجرية.

أرمانيوس... نجل فرنسيس الوحيد.

لوقا... ظهر الاسم لشخصيتين في الرواية، الأول كاهن في دير القديس إسطفانوس، والثاني صديق باسليوس في الجبل.

جرجس... زعيم الجبل، والد لوقا (صديق باسيلوس في الجبل).

الأب متى الرقيطي... التحق بكلية نشر الإيمان بروما، وبعد وفاته سعى باسليوس ابن المعلم غالي لدى بابا روما ليون الثاني عشر ليحصر وظيفة النيابة الرسولية في الأقباط فقط.

بشاي الكاتب (سيدهم بشاي)... مارسيدهم أو القديس سيدهم بشاي، أحد قديسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عمل كاتبا بديوان عام مدينة دمياط في القرن التاسع عشر على عهد محمد علي باشا والي مصر.

مكسيموس جويد... النائب الرسولي، عَيَّنَهُ البابا ليون الثاني عشر بطريركا للإسكندرية في أغسطس 1824م، ولكن هذا المشروع لم يتحقق وظل نائبا رسوليا، حتى توفى.

ليون الثاني عشر... هو بابا الكنيسة الكاثوليكية بالترتيب الثاني والخمسين بعد المئتين في حبرية استمرت سنوات ستة.

بيوس السابع... بابا الكنيسة الكاثوليكية بالترتيب الحادي والخمسين بعد المئتين.

غريغوري السادس عشر... بابا الكنيسة الكاثوليكية خلال المدة 1831م -1846م، كان محافظا وتقليديا بشدة.

بوغوص يوسفيان... صديق باسيلوس، ومستشار محمد علي باشا لسنوات طويلة، وناظر الخارجية والتجارة.

السلطان محمود الثاني... السلطان الثلاثون للدولة العثمانية.

ولاة مصر المذكورون في القصة:

- محمد علي باشا (امتد حكمه من مايو 1805م وحتى سبتمبر 1848م).
-
إبراهيم باشا (امتد حكمه من سبتمبر 1848م وحتى نوفمبر 1848م).
-
عباس حلمي الأول (امتد حكمه من نوفمبر 1848م وحتى يوليو 1854م).

 

استهلال..

جعل رجل في عقده الخامس يخطو صاعدا منحدر الجبل صحبة شابين قويين، بدا الرجل منهكا من أسفاره غير أنه متحمس، ولا يزال في صعوده حتى اقترب إلى قُنَّة[1] الجبل فوجد قوما كُثُرًا في انتظاره، شاع السرور على الوجوه لرؤية هذا المسافر العائد فقابلها هو بسرور مماثل تجلى في ابتسامته الممتنة، وتمثل الحب في الحفاوة، وسرعان ما لحقت بالصاعدين غجرية جميلة وقد هلل الأطفال حينما رأوا قردها، تاركين اللعب بعرائس القش،.. تلقف الرجل من الشاب الذي على يمينه حزمة أوراق ثم قال وهو يرفعها (الأوراق) تحت سماء النجوم الزاهرة:

-                    "سادتي، هذه أوراقي التي حفظتها في مكتبة هذا الجبل، أنا باسليوس نجل إسحاق، أو نجل غالي أبي طاقية مثلما يروق لكثير منكم أن يصفه، فإذا سألني منكم سائل: كيف انتهى بك الأمر جَوَّالًا بين مواكب الغجر، تُلاعِبُ الحَيَّاتِ بالمزمار، وتجول الأقطار الفِساح صحبة صديقتك الجميلة كوثر، ثم تقطع الأمصار القاصيات، تلك المتصلة إلى شواطئ فرنسا وإلى ما وراء الصين كيف تسنى لك هذا كله وأنت القبطي الخجول؟ أجبته عن السؤال: فلتقرأ قصتي،.. وقد بدأت قصتي على شاطئ النيل الخصب، وفي رحاب هذا البلد الطيب، صِحِّي المناخ، وفي ذاك الزمان المنصرم من بدايات العصر الحديث، يوم وقع صراع قديم جديد، هو بين المبادئ النبيلة وبين الطموح الجارف، بل وُضع الإيمان الديني نفسه في معترك الاختبار العسير،.. تبدأ حكايتنا من النقطة التي تركت فيها حملة نابليون بلادنا، كان هناك والٍ جديد (محمد علي)، وقد أراد هذا الوالي جمع الضريبة، أرادها حتى على حساب الحرية، مُتَفَنِّنًا في هذا الغرض، اختصَّني بالتكليف بعد أبي بالاضطلاع بهاته المهمة، عساه أن يؤسس دولته الوليدة، فما كان مني ومن أبي إلا التأرجح بين كفتي الانصياع والتمرد، حتى تجاور فينا الضعف والبأس، وقد شغل دواوينَ الدولة، في مواقعها المختلفة، آنذاك؛ أقليةٌ خائفة من الأقباط، كان ثمة غالبية من الأرثوذكس وقلةٌ من الكاثوليك، وكنت وأسرتي كاثوليكيا، من قلة القلة،.. وعلى رأس هذه الجماعة كان الأَخَوَان غالي أبو طاقية وفرنسيس، ابنا سيرجيوس، والأخير جدي الذي لم تحتفظ ذاكرتي بصورة واحدة من ذكراه، وإليه جميعا ننتمي..".

 

"وعلى أن مصر - التي عشتُ بين ظهراني قومها آنذاك - كانت شعلة تغير، وجذوة من التنوير، ومجالا لاستحداث كثيرا من المعارف والصنائع، بعد قرون من الركود طوال، إلا أنها افتقرت إلى حقيقة العدالة على عهد مولاي محمد علي ومن جاء في أثره، فكان البناء العظيم بلا أسس متينة تحفظه، أو عماد صلب يقيمه على كرور الأيام، وما أكثر ما يطلعنا عليه كتاب التاريخ من حكام اشتروا التقدم بالعدالة، وما أكثر الخيبات التي نجمت وتنجم عن هاته المقايضة الخاسرة، ذلك أن هذين وجهان لدرهم واحد،.. ولست في مقام الإساءة إلى رجل عملت معه على أي حال..".

   اضغط على رابط الصفحة الرئيسة لمزيد من الموضوعات : روايات

    وتطلَّع باسليوس إلى فسيفساء من الزجاج والصدف تزين جدران هذا البيت الملون ثم تابع:"وهذا معاشكم وقد أمسى حياة مذهلة، ولَشَدَّ ما تطورت مكتبة هذا الجبل بتطور الحياة فيه، حتى تجلت فيها آيُ المدنية، وكثرت رقوقها وصحائفها، هذا دون أن تفقد روحها الخاصة وطبيعتها المتوارية، وبتُّ لا أعود إليها من رحلاتي في مرة إلا وأرى فيها الجديد الذي يزيد من مَسَرَّتي، ويحملني على الاعتزاز،.. والفضل مَعزُوٌّ إلى صديقي لُوقَا الذي اجتهد في أن يجمع فيها قَبَسًا من كل طرف: فهذه تقاليد الحرافيش وأغاني الصعاليك جنبا إلى جنب مع معارف اليونان وتراث الفرس والعرب، ولقد صليت اليوم في معبد الجبل حتى رأيت الله، وتحنَّثتُ فيه ليس كقبطي فقط ولكن كَابْنٍ محب للإله، فحلَّتْ في نفسي طمأنينة رقيقة ناعمة آمل أن يسبغ الرب على قلوبكم مثلها، وأن تبلغوا على درب نضالكم الروحي درجة الكمال التي تشملكم بالسلام، وما أقربكم إلى هذا كله، آل الجبل! إذ لم يعد الخوف صديقكم، بعدما عرف كثير منكم الحياة الحقيقية تحت الشمس الباهرة..".

 

    رفع شباب الجبل المشاعل تحمسا فعكست لهائبها أَلَقًا في عين المتحدث الذي قال: "وإنْ هذه إذن؛ إلا قصة الأمس واليوم التي اتصلت إلى الحياة الباردة في أروقة القصور، ولكنها احتوت - إلى ذاك - على جوهر الحياة الشاملة بين فقراء الجبل، ودارت الرحى فيها بين المترفين والمناكيد، وهذه هي الحقيقة الموزعة بين تضرعات المؤمنين وبين عربدة المستهترين، تنطق بما في دنيانا الثرية من تناقضات تكاد تُشْفِي على الجنون،..ولقد كتبت هذه الأوراق بصيغة الغائب، حتى رأيت نفسي في مرآة نفسي، وقد تعلمت كثيرا مما فعلت، والحمد لله، وخلصت إلى أن رؤية النفس من خارجها شيء، وملازمة المرء لذاته شيء آخر، وأن خير ناقد مُقَوِّمٍ للمرء غريب اطَّلع عليه،.. ولقد استعنت على تذكر الوقائع بشهود كثر من آل فلتأوس، وشهود آخرين منكم آل الجبل، فإذا اضطربت الروايات لجأت في تمحيصها إلى الحدس والشعور، ثم استعنت على تذكر بعض الوقائع بما بقيَ لي على صفحات الذاكرة المتأخرة من نقوش الحدثان، وبما انطبع على وجداني أيام الرَّهَق والصِّبا من شوارد الصروف، فإذا وقع مني السهو بعد هذا فهو الشيطان،.. وإنني إذْ أنقل إليكم وقائع هذا الأثر مجتهدا، فاسمحوا لي أن أردد مع أفلاطون حديثه الخالد إلى جورجياس، مما حفظتْه رقوق مكتبتكم وحفظه تاريخ الإنسان: اسمع ستظن أن هذه أسطورة، ولكنها في رأيي رواية منقولة، فاستمع إلى ما سأتلوه عليك على أنه حقيقة!

 فلنبدأ إذن بقصة أبي..".

 اقرأ أيضاً : 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق